صدر خلال الأيام القليلة الماضية مؤلف للكاتب عبد الفتاح الحجمريبعنوان النّصُّ الثَّالث: مُتخيّلُ المَعْنَى فِي السَّرْدِ الأَدَبِيعن منشورات دار الأمان بالرباط 2017؛
يواصل الحجمري مغامرته النقدية وقراءاته الأدبية لجملة من النصوص بلغة ثالثة يكتشف القراء معانيها بمتعة وفائدة. نقرأ على غلاف الكتاب ما يلي:
لمعاني النصوص علاقة بتأويلها، وهذا ما بينه غادامير في تصوّره لهرمينوطيقا فلسفية تجعل من فهم الحقيقة إحدى قضايا التأويل بوصفه تحليلا نصيا وفعلا للقراءة. من هذا المنظور، تستند كل ممارسة تأويلية على ما يتيحه الأفق اللغوي من استعمالات "حقيقية" أو "مجازية" للمعنى، لأنها إحدى أشكال التفاعل الممكنة بين النص والقارئ. من هنا قيمة التعاون التأويلي بين القارئ والنص ودوره في بناء تصميمه الدلالي عبر التحيين والتوقّع والتشييد. هكذا تعلّقت معاني النصوص التي حللتها هذه الدراسة بمدارات دلالية أبرزها:
- تحتكمُ الكتابة الأدبية بوصفها لعبا بالكلمات إلى قواعد تستوحيها من المجتمع والتاريخ والايديولوجيا والرأي الذاتي؛
- من معاني الحكاية : عدم انتصار الواقع على الخيال، و قدرة الخيال على التحوّل إلى ندّ للواقع؛
- لكُلِّ حكاية ورواية كائنات ومرئيات لعلها رجع حنين وملاذ إقامة لكل تليد وطريف، استعَادَتْهُ الذاكرة والتقطته العَيْن. زَمَنُ الكاتب هو زمَنُ الكتابة: مزيج من الذاتي والغيري والعابر والظرفي، والتاريخي والحلمي والعجيب...
- لا تولد الحكاية من فراغ، إنها حصيلة موقف فكري منبثق ممّا هو ضامر أو مُتفسّخ، أو ضاغط من مفارقات واقع وإنسان ومرحلة.
- القصة مجازٌ لا يستكين لأجوبة جاهزة يمكن لمُواضعات المجتمع أن تصيّرها وعيا زائفا ويقينا متكلّسا.
- في كلّ علاقة حُرقة؛ في كلّ علاقة فجْوة من المجهول. تصنعُ العلاقةُ مصيرها، وتأكلهُ كما تأكل النارُ الحطب.
- إثبات وجود محتمل والكشف عن شفافية العالم الداخلي، "ضرورة" تقود الكاتب إلى كتابة سيرته الذاتية. السيرة الذاتية نصٌ مطبوع بالقلق لأنه منشغل بالوجود والأسلوب؛ إنه كتابة تأملية في الحياة اليومية والمشاعر المترسبة في الوجدان.